کد مطلب:239507 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:146

الهدف 05
هذا .. و نستطیع أن نقول أیضا : انه كان یرید أن یقوی من دعائم حكمه، حیث قد أصبح الحكم یمتلك شخصیة تعنو لها الجباه بالرضا و التسلیم . و لقد كان الحكم بأمس الحاجة الی شخصیة من هذا القبیل .. فی مقابل أولئك المتزلفین القاصرین، الذین كانوا یتجمعون حول الحكم العباسی، طلبا للشهرة، و طمعا بالمال، و الذین لم یعد یخفی علی أحد حالهم و مآلهم .. و علی الأخص بعد أن رأی فشلهم فی صد حملات علماء الملل الاخری، و الذین كانوا قد ضاعفوا نشاطاتهم، عندما رأوا ضعف الدولة، و تمزقها، و تفرقها الی جماعات و أحزاب ..

نعم .. لقد كان الحكم یحتاج الی العلماء الاكفاء، و الأحرار فی تفكیرهم، و فی نظرتهم الواعیة للانسان و الحیاة، و لم یعد بحاجة الی المتزلفین، و الجامدین، و الانهزامیین، و لهذا نراه یستبعد أصحاب الحدیث الجامدین، الذین كان أكثرهم فی الجهة المناوئة له، یشدون من أزرها، و یقیمون أودها .. و یقرب المعتزلة : كبشر المریسی، و أبی الهذیل العلاف و أضرابهما. و لكن الشخصیة العلمیة، التی لا یشك أحد فی تفوقها علی جمیع أهل الأرض علما و زهدا، و ورعا و فضلا الخ .. كانت منحصرة فی الامام الرضا (ع)، باعتراف من نفس المأمون، كما قدمنا و لهذا فقد كان الحكم یحتاج الیها أكثر من احتیاجه لأیة شخصیة اخری، مهما بلغت .



[ صفحه 222]